الجمعة , أبريل 26 2024
أخبار عاجلة

بعثات الطلاب بنيالا … رسائل الفرح والسلام

نيالا : ايكوسودان. نت سلمى عبدالعزيز

للطلاب القادمين من شتى بقاع السودان المترامي الأطراف للمشاركة في فعاليات الدورة المدرسية القومية رقم (28) بحاضرة ولاية جنوب دارفور (نيالا) قصص ورسائل عديدة تُترجم دهشتم بأرض رسمها خيالهم ببعض (سواد) وخوف زرعته حكاوي قديمة تخللتها تفاصيل الحرب والدمار ، فكان الواقع مغايراً . زرناهم في أماكنهم ، جلسنا إليهم ، فسردو بدهشة التجربة الأولى الكثير :

✨ رسائل السلام

بعثة ولاية البحر الأحمر ، كانت أُولى محطاتنا ، استقبلننا “حمامات السلام ” بثيابهن البيض،وسيمات التعب بادية على وجوههن، إلا أنهن أخفينها بالكثير من الإبتسام والترحاب ، توجهنا مُباشرة لمُحاورة الطلاب، فبدء (الطاهر) الطالب بالصف الثاني ثانوي حدثيه بقوله : (أبوي كان معارض مشاركتي في الدورة المدرسية)، وهُناك الكثير من أصدقائي بالمدرسة أرادوا المشاركة والسفر إلى نيالا ، إلا أنّ أولياء أمورهم رفضوا وبشدة، وقال ضاحكاً : ( أتحدث إليهم يومياً لأُطمئنهم وأسرد عليهم ماشاهدناه في نيالا لإغاظتهم) . محمد المُشارك مع بعض أعضاء بعثته بمسرحية تاريخية أطلقوا عليها أسم (محمود علي فكلي) مُجسداً الطاهر ” لم يشئ أنّ (يحرق) بقية تفاصيل الأحداث فقال ضاحكاً : (تعالوا أحضروا العرض بالمسرح) .
بعد مُضي قُرابة الإسبوع ونيف على مُكوسه بنيالا أراد ” محمد ” بعفويته التي لم يستطيع اخفائها أثناء حديثه معنا أنّ يُوجه رسالة (سلام) كما أسماها لبقية أصدقائه بولاية البحر الأحمر سيما أولئك الذين لم يُحالفهم الحظ بالقدوم إلى ولاية “جنوب دارفور” ، والإقليم الغربي عامةً ، قائلاً : نيالا طيبة شديد ، تُشبه أهلها تماماً ، كما أنّها تتمتع بطبيعة ساحرة ، وكُل شي فيها مُختلف، مُضيفاً في مُحاولة منه بث الطمأنينة في كل من تركهم خلفه ( ماتخافوا , مافي أيّ عوجة بتجيكم ) .

✨طبيعة ساحرة
زميله وهو يهم بمغادرتنا بعد أنّ أدلى بإفادته وصفه بـ(الشفّت) و( زول شعر) ، محمد نور يعقوب ، طالب الصف الثاني بمدرسة ” الزعيم الأزهري الثانوية”، أكد أن هذه تُعد مُشاركته الثانية في الدورة المدرسية ، مُشيراً إلى أنّه شارك بالدورة المدرسية رقم (27) التي أُقيمت بكسلا العام المُنصرم ، قائلاً : شاركت بالتقديم الإذاعي، والآن أُشارك بالإلقاء الشعري . وعن رأيه بنيالا سيما وأنها زيارته الأُولى ، قال “نور” إنه يتمنى أن يأتي ثانية ، مُعللاً ماذهب إليه بجمال المدينة وطيبة أهلها .

✨أيام لن تُنسى

بالرغم من مشقة الطريق إلا أنّه لم تُواجههم أيّ مشاكل تُذكر ، تقول ( إبتهاج عمر ) من بعثة نهر النيل بددنا بُعد المُسافة بالغناء أثناء الطريق ، مُؤكدة أنها لن تنسى تلك الأيام مُطلقاً ، مطمئنة كافة أولياء الأمور بنهر النيل بقولها : (ماافي أيّ مشاكل والبلد أمنة ) مُسترسلة ( المعلمات يعاملننا مثل بناتهن )، ” إبتهاج” القارئة الصغيرة روت لنا وُلهُهَا بالكتب وأقتنائها ، الشي الذي حفزها للمشاركة هذا العام ضمن فقرة (المكتبة المدرسية) . خاتمة حديثها برسالة شكر وأمتنان وجهتها لأهالي مدينة نيالا بقولها : ( ماقصروا معانا ) يكفي أنهم أتاحو لنا فرصة القدوم إلى ولاية بهذا الجمال ورؤية كل تلك المناظر الطبيعية التي مررنا بها ، متمنية زيارة العديد من المناطق الجميلة والخلابة التي تشتهر بها جنوب دارفور في الأيام المقبلة . الطالبة بمدرسة بربر الثانوية بنات نعمات عثمان ، تقول في حديثها معنا إنها قادمة من محلية “بربر” إلى نيالا للمشاركة في الدورة المدرسية، موضحة أنّها لم تُعاني في اقناع أهلها برغبتها بالمُشاركة ، نظراً لدعم والدتها المتواصل لها، مُشيرة إلى أنّها مُشاركة في الدورة المدرسية هذا العام ضمن فقرة ( التأليف الشعري) بقصيدة تحمل عنوان ( وطني ) ، يقول مطلعها :
وطني إليك تحيتي وسلامي
الحبُ يغمرني يزيد هُيامي
وطني أحن إليك في حضري
ويقظتي ومنامي… الخ

تحتضن مدينة نيالا هذه الأيام أجساد وقلوب مئات الطلاب ، قدموا من شتى بقاع السودان للمشاركة بمواهبهم المتعددة ، وإيصال رسالة للجميع بأن الأمن والسلام بنيالا بات حقيقة ماثلة .

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

مدير “الفاو” يحذر من تفاقم الجوع بإفريقيا ويشيد بالنموذج المغربي في الزراعة

الرباط وكالات ايكوسودان.نت من الرباط، لم يتوان شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا