الجمعة , أبريل 19 2024
أخبار عاجلة

إهدار الموارد على الطريقة السودانية !!!

ثالثة الأثافي
د. عبد الماجد عبد القادر
لا نحتاج إلى كثير عناء وتفكير لكي نقرر أننا أفضل من يستطيع تبديد الموارد الإقتصادية وإهدارها بدرجة عالية من الكفاءة .. وهاكم الدليل !!
إهدارنا للزمن صار سمة ملازمة لنا فمواعيدنا تتحدد بالمساحات الزمنية مثل بعد صلاة العشاء ، بعد المسلسل ، بعد الفطور ، بعد العيد ، بعد المولد ، بعد الحصاد ، بعد الخريف ، وبالطبع فهي دائماً بعد وليس قبل … أمورونا يتم قضاؤها في الغالب بعد يومين أو ثلاثة أو بعد سنتين ثلاثة !!
منتجاتنا يتم فقدانها نتيجة للهرجلة والتسيب وعدم العناية ، 25% من المحاصيل الزراعية تضيع في الأرض هدراً بسبب سوء الممارسة ، 10% من المحاصيل يضيع عبر وسائل النقل والعتالة والتخزين الردئ ، 65 % من المحروقات البترولية تضيع في قضاء الحاجات الإجتماعية غير الضرورية على حساب العمل الإنتاجي الحقيقي ، 80% من المكالمات التلفونية في القطاع العام تتم لقضاء مصالح خاصة لا علاقة لها للعمل بها ، المؤسسة التي تباشر عملاً مع الجمهور يغيب موظفوها لأنهم يشاركون زميلتهم الجديدة الأحزان ويرفعون معها الفاتحة في وفاة بنت عم جارة ناس خالتها ، المبيدات تفقد مفعولها لأنها تركت في العراء مدة طويلة أفقدتها عنصرها الفعال بحرارة الشمس المحرقة ،
شجرة المسكيت تتمدد في مساحات المشاريع المروية بالقرب من حلفا وكسلا والزيداب وتزحف على الجزيرة لأن المزارع كسلان ولأن ناس البتاع نسوا أن يكافحوها مع إنهم قد زرعوها بقروض دولية ! المياه أغرقت جزء من المشروع المروي لأن الخفير نائم ولأن الترعة لم تتم صيانتها منذ سنوات ،
تكاليف الفاقد من ورق الطباعة وورق الفلسكاب على مستوى القطر يعادل خمسمائة ألف ورقة في اليوم لأن الموظفين والموظغات والعمال يستعملونها في كتابة خطاباتهم الخاصة والمذكرات وحفظ السندوتشات ، منصرفات وقود سيارات الدولة تضيع بأرقام خيالية لأن السائقين والموظفين يستعملونها لأغراضهم الخاصة .
مواسير المياه تظل مفتوحة طوال اليوم والليالي المتعاقبة لتسكب آلاف وملايين الأمتار المكعبة من المياه النقية التي يعادل الجالون الواحد منها عشرة جوالين في بلاد غير السودان ، ويكون هذا ناتجاً عن الإهمال في شراء صامولة لا يزيد ثمنها عن عشرة جنيهات !! يذهب أحدنا إلى الحمام فيدلق على جسده نصف برميل من المياه النقية بينما يكفيه جالون واحد ويذهب أحدنا إلى الوضوء فيستهلك جردلاً كاملاً عند كل صلاة .
وطريقة الأكل في السودان دعوة صريحة للتبذير تُملأ الصينية ليأكل منها شخصان ويجد الباقي طريقه للبرميل! يتم سكب السكر في ( الكفتيرة ) مباشرة دون حاجة وفي المناطق الزراعية والقروية يتم عمل العصيدة في صفائح وأوان ضخمة ليتم قذف المتبقي بعد أن يشبع الجميع .. وفي الأفراح والمآتم فوضى ضاربة عدد الآكلين غير معروف وكمية الطعام غير معلومة .
في ملابسنا يبدو البذخ والإسراف الجلاليب الواسعة وأكمام الجلاليب تكفي لعمل قمصان في حجم المواطن الصيني ، والعمة طويلة جداً ، وعن ثياب نسائنا حدث ولا حرج ! .
الأواني المنزلية التي تملأ أرجاء (الحافلات) وتنتشر في دواليب (العدة) أو الفضيات في كل أرجاء المنزل وتزحف من بداية المطبخ وإنتهاء بالصالون لزوم العرض (والشوفية) منازل السودانين تغرق وتمتلئ بالعدة المستوردة بالعملات الحرة .
في سوداننا الحبيب الأراضي واسعة ولكن نصر على بناء الطوابق المتعددة ونسكن في البرندة أو الراكوبة الملحقة بالعمارة ! ..

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

بمناسبة اليوم العالمي للغابات 21 مارس من كل عام

1 – 3 أقوال وأشعار في الغابة والأشجار – الغابة رئة الأرض.. مصدر مجهول. – …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا