الثلاثاء , مارس 19 2024
أخبار عاجلة

حفيف الأجنحة:- المبادرات الدولية كعب اخيل

كتب عاطف الشريف

تعددت المبادرات ووساطات حل الازمة السودانية؛ وهو امر لا يدعو للقلق! لان المبادرات في حد ذاتها خطوة ايحابية وسعي نحو الحل السياسي وتجاوز الازمة؛ ولكن مايدعو للقلق حقيقة هو عدم اعطاء السودانيين انفسهم فرصة لمناقشة ايا من هذه المبادرات المحلية؛ نتيجة لانعدام الثقة الكبير بين المكونات الوطنية! بما جعلهم يفوتون فرصة ذهبية في التوافق السياسي السوداني السوداني! والاستفادة من رصيد الافكار النوعية؛ والحلول والمعالجات التي ذخرت بها هذه المبادرات؛ التي طرحتها للنقاش فيما بين القوي الثورية ومكوناتها الوطنية! ولابد لنا جميعا الوقوف للتأمل عميقا حول هذه النقطة بالذات! هو لماذا لم يتوافق المشهد السياسي علي مبادرة محلية؟ رغم تعددها سواء من التيارات الحزبية؛ او الهيئات الاكاديمية او الشخصيات الوطنية؟!

لهذا يظل التساؤل الحذر والمتشكك حول دخول البعثة الاممية علي خط الازمة! ويري فيها من موضع رصدها “يونتامس” للواقع السوداني محاولة اختطاف المشهد السياسي الداخلي باسناد امريكي ودولي! ولماذا تسعى امريكا التي تعتبر اول دولة اعلنت تأييدها ؛ انجاح مبادرة البعثة الاممية؟ وهل فعلا دور الهيئة الاممية مجرد مسهل وميسر لحوار الاطراف الفاعلة؟! ام ان هناك تدخل ما في الأجندة وترتيب أوالياتها؟! والأهم؛ هل تنجح في معالجة الازمة وتنفيس الاحتقان السياسي؛ ام تزيد اوضاع البلاد تازيما؟! نظرا لما واجهتها به بعض التيارات السياسية من رفض وتشكيك او حذر مكتوم!

هل فعلا تسعي واشنطن لمعالجة الازمة السياسية وهي تعمل علي تجميد مساعداتها؟ ومعروف ان عنوان الازمة الابرز هو انهيار الاقتصاد! ام كالعادة جريا علي سياساتها؛ واشنطن، تهدف لإضعاف الدول المستقلة عبر زعزعة استقرارها وخلق مايسمي بالفوضى الخلاقة او الارباك المتحكم فيه! وهندسته وفق مايخدم مصالحها، لانه من الوهم الظن بان امريكا تعمل من اجل سواد عيون السودانيين! وانها ظلت منبهرة كما تقول بثورتنا التي ادهشت العالم! حتي مواقف الرباعية التي ادارت مؤتمرا خاصا بدعم المبادرة؛ يعرفها كل الشعب السوداني؛ الجيد منها والداعم للبلاد؛ والآخر الذي يعمل علي تسخير مواردها وضخها من اجل مصالحه بعيدا عن شعب البلاد ومواطنيها! حتي اصبحت بعض هذه الدول المصدِّر الاول لمنتجات لايمكن انتاجها الا في السودان! هل فعلا تعمل مثل هذه الدول لمصلحة التوافق السياسي؛ واستقرار البلاد ودعم مسار الانتقال الديموقراطي؛ واهداف ثورة ديسمبر المجيدة؟ ام ان هناك وراء الدعم ماهو موضوع تحت الطاولة دفاعا عن هذه المصالح والارباح؟!

كلها تساؤلات مشروعة نتيجة ماتعيشه البلاد من ضعف وسيولة امنية اغرت الجميع بنهشها بغض النظر عن سبب ذلك؛ الا ان مصالح الوطن العليا لاينبغي ان تترك لتجاذب الاجندات الدولية ومصالحها المتقاطعة؛ وعليهم التنازل لبعضهم البعض من اجل التوافق لمصلحة البلاد بدل التنازل للأجنبي الذي يسعي لمصالحه بالضرورة مهما ادعى النقاء!!

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

بمناسبة اليوم الدولي للمرأة

8 مارس 2024 1 – 3 • حينما رحلت شقيقتي آسيا عليها الرحمة والمغفرة قبل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا