السبت , أبريل 20 2024
أخبار عاجلة

فلسفة الجمال ونهضة الأمم؛؛

من أكثر الأشياء إيلاما للنفس أن يتعود الناس علي القبح منظرا وسلوكا فلا يستهجنوه ولا يقفون عنده كثيرا فيصبح هو القاعدة وليس الاستثناء،، هنا تكمن الهزيمة ،
ما الرسالة التي تبعثها أكوام القمامة أمام مدخل مدرسة أساس في نفوس التلاميذ؟
قطعا رسالة سالبة حد القبح فحواها هذا نصيبك في مدارج الإنسانية فليس لك حظ في الجمال فيسكنك القبح والبؤس بقدر ما تناله من محيطك وبيئة التنشئة وقبل ذلك كله ما يصيبك من عوار مسئول ومؤتمن بائس،،، الأمثلة كثيرة في حياتنا اليومية من عنف لفظي واستبداد وفوضي وتلوث بصري وجشع وغش، ، ،
في أول زيارة الي الخليج وفي الطريق من المطار وحتي وسط المدينة العاصمة ٤٥ دقيقة خضرة ونجيل بساط أخضر وزهور ونخيل مثمر ومستوي من النظافة والتنسيق لا تخطئه العين،،شي بديع ،،
قلت لرفيقي الذي إستقبلني واصطحبني في المشوار ؛هذه البلاد يحكمها إنسان يعشق الجمال ومخلص لوطنه وشعبه،لعلكم تعرفونه ، ،؟
ذات الإحساس المريح لمسته في بعض أسفاري إلا أن الإحساس بالجمال الذي وجدته في مسقط وبرلين كان مختلفا ،،
قطعا لم تكن مصادفة أن تري هذا البهاء والجمال في مدن تختلف كثيرا في الجغرافيا والبيئة والثقافة إن لم يكن هناك محركdriving force مشترك في منظومة القيم التي تحكم وتشكل إرادة الفعل، ،
(والذي نفسه بغير جمال ،،لا يري في الوجود شيئا جميلا،،)صاح؟
هي النفوس المسكونة بالجمال والإبداع بل قل هي الفطرة السليمة ،إرادة وهمة ومتابعة بل قل حوكمة بالمفهوم العصري للإدارة والتميز، ،

زار الراحل شيخ زايد الخرطوم العام ١٩٧٢ بعيد قيام الإتحاد ودولة الإمارات وبعد تجواله مع الرئيس جعفر نميري عليهم جميعا الرحمة والمغفرة طلب شيخ زايد من الرئيس النميري وقتها مساعدة وتحقيق حلم أن تصبح أبوظبي مثل الخرطوم تصوروا الموقف والمشهد، ،يا جمال النيل والخرطوم بالليل،،
قليل من قراء المنشور والمتابعين كان شاهدا على مستوي الجمال والنظافة والإنضباط بالعاصمة المثلثة في تلك الحقبة من ناحية النمو الحضري والسلوك الحضاري ،،
دائما ما أتساءل لماذا كل هذا البؤس والتراجع؟
لا غرابة ونحن نأسي علي الماضي فقد نضب معين الجمال في أنفسنا وهبط بعجلة تسارعية مخلة ولأسباب موضوعية مردها في تقديري بؤس وعوار تجارب الحكم وإدارة الدولة والموارد منذ الإستقلال ،فلم نحسن الاستثمار في الإنسان السوداني لخلق هوية وعقل جمعي قوامه معني وطن ونرفده بقيم الجمال بكل تفاصيله وتجلياته من سلوك وخطاب وانضباط وصدق وأمانة بناء علي ما يتميز به إنسان السودان من فضائل وقيم نبيلة ، ،،،
نتحدث كثيرا ونتشاكس كثيرا ونقتتل كثيرا فتموت القيم ويشيع الفساد والقبح والتردي ليضيع الجمال والأمان ،،من أجل ماذا؟
انانية وغياب للضمير والحس الوطني وتسيد فهم معطوب للعمل السياسي عند النخب السياسية تكسب وجمع ثروات ونزوات جاه وتسلط ومحسوبية ، انفصام وضيق أفق وغياب رؤية وطنية تقود عمل تنموي متكامل يبدأ بالإنسان لينتهي بنهضة ووطن، ،

✅الجمال تربية وأخلاق وسلوك ،،
تناول كتير من الفلاسفة والكتاب موضوع الجمال من منظور وخلفيات ثقافية مختلفة إلا أنهم اتفقوا علي قيمة الجمال ودوره في حياة الفرد والمجتمع بل وأثره في المنتوج الفكري والثقافي والإبداعي بما يسهم ويميز نهضة وحضارات الأمم، ،
يظل مفهوم الجمال بشقيه الحسي المادي والمعنوي الروحي نسبي حسب الثقافة والمعتقد خاصة في ما يلي القيم والسلوك إلا أن الكل قد أجمع علي أن النفس السوية تأنف القبح والبؤس كنقيضين لمفهوم الجمال،، تلك هي الفطرة، ،

✅هو المصور وهو البديع سبحانه؛
ذكر الجمال في مواضع كثيرة في محكم التنزيل منها الحسي وكذلك الروحي القيمي ،،كلها وقفات للتأمل والتفكر والتدبر إذ لا تستقيم عبادة بدونها ،،فطرة سليمة، ،
من معاني الجمال الروحية الإيمانية القيم النبيلة والأخلاق والسلوك الحسن والصدق والأمانة والعدل والتسامح والإيثار وحب الخير وعون الناس وإنصافهم وإغاثة الملهوف والمروءة،،
محروم من صفة الجمال والنبل بالضرورة كل طاغية ومستبد فرعون وهامان وقارون وكل من يحمل في داخله نفسا قميئة يحركها القبح والبطش والقتل وكل صنوف الخراب والتخريب ،،كما ندد البيان الإلهي بقبح أمثال هؤلاء((وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين))،،القصص ٤٢،،
وهذا حالنا تجدني أتساءل علي الدوام هل البؤس الذي نعيشه هو جن يتقمص شخصية الإنسان ام قرين يسلبنا إحساس الجمال ويمسخ نفوسنا ليورثها العوار والخذلان أم ضعف الإرادة وغياب الرؤية ؟
((ما من مولود إلا يولد علي الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه،،،،)) الحديث،،،
✅يظل بناء الإنسان وتشكيله وفق قيم الجمال مسئولية أخلاقية تشاركية بين الدولة والأسرة منهج ورعاية وحماية، ،حتي يكتمل الهيكل الروحي لتعقبه اللمسات الجمالية final touches
وبديهي ليكون الشئ جميلا والبناء رائعا لابد أن يكون مبرأ من النقائص والعيوب كأن يكون متناساقا consistency ومنتظما conformity ومنضبطا disciplined، ومتقنا Perfect،
وفي بعده القيمي الروحي يتلازم الجمال بقيم الحق والخير في مواءمة وتناسق وإنسجام harmonization Coherence& Uniformity
كل العبارات التي وردت في توصيف معاني الجمال المادية الحسية والروحية تجدها مفعمة بالحيوية والإيجابية بل قل ذات جرس يؤثر الأذن شجيا فهي مصطلحات ومرتكزات نظم ومبادئ الجودة والحوكمة التي سوف أتناولها في سانحة أخري لو ربنا مد في الآجال، ،

✅تظل الإرادة والهمم العالية كلمة السر في صناعة قيادات تشكل ماركة علامة Brand لإنسان نبيل قوامها الجمال عبر عملية تنميطStereotyping إن صح التعبير مستخدمة أدوات التربية والمعرفة وبناء القدرات وتقديم النموذج في شكل كيانات ومؤسسات مدنية تعيد صياغة إنسان الكنز الأسمر الجميل السودان الحلم ،دولة القانون والمؤسسات،،وطن الموارد والفرص،
والله خيرنا يكفي ويفيض، ليتنا فعلنا،،واقتبس هنا عبارة الأديب الراحل الطيب صالح؛
( إيه من وطن جميل يمكن أن نبني لو صدق العزم وطابت النفوس وزاد العمل وقل الكلام ،،)
******
✅(جميل ما سألناه ولكنا هويناه
بديع في تدنيه وديع حين تلقاه
عجيب في معانيه إذا ادركت معناه، ،وطن،،
فريد في محاسنه فريد في سجاياه،،موارد،،
جمال فيه إشراق تريح النفس رؤياه، ،وطن
عشقناه ولكنا تعبنا إذ عشقناه،،
سكاري عند رؤيته حياري عند ذكراه، ،،وطن،
يعاتبنا بنظرته لكم ذنب جنيناه،،)
(أغنية زيدان إبراهيم بتصرف)

✅عذرا يا وطن، ،

لا يمكننا أن نعشم في بناء نهضة دون جمال، معني ومبني ،، الأخلاااااااااق،،، كل في موقعه ،،

(إتقن وجود وراجع وراقب وحاسب ،نجضضض ما تخليه نيى،، )

خاص أيكوسودان كتب عصام عوض القطينة يناير ٢٠٢١م

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

مدير “الفاو” يحذر من تفاقم الجوع بإفريقيا ويشيد بالنموذج المغربي في الزراعة

الرباط وكالات ايكوسودان.نت من الرباط، لم يتوان شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا