الثلاثاء , مارس 19 2024
أخبار عاجلة

نُكبة غرب دارفور…تخاذل إعلامي وسلطوي ومجتمعي

الجنينة: إنعام النور

أزمة مجتمعية خانقة بل أسوأ من النكبة تمر بها غرب دارفور هذه الأيام ، أزمة بنكهة التدمير الذاتي و دائمآ نسمع من حكومات المركز التي لا تحرك لها ساكن ذات الخطابات والشعارات الرنانة والزائفة .
فلا يمر يوم او بالأحرى ليلة الا وقد أصبحنا بعدها على فعل أسود ، خفافيش انتشرت بشرعية غريبة وبدأت تعمل بجهد وحزم وإجتهاد ومثابرة عكس القوات النظامية التي كان لزامآ عليها ان تفرض هيبتها بالقيام بواجبها ، هذه الخفافيش قتلت وازهقت الأرواح وسط تخاذل مجتمعي وإعلامي بمؤسساته المختلفة وتخاذل سلطوي بنيته الواضحة والمباشرة لتفكيك وتدمير مجتمعي ضمن خطة سياسية محكمة ومدروسة وصلاحيات محدودة متعمدة سلطوية في مواجهة نكبة جديدة للأسف.

تقاعس سلطوي:
ثلاثة أيام ونيف رصاصات الغدر ترقص علي قلب المواطن الطيب ، الحميد ، المحب للجميع ، كل هذا لم يشفع له المجرم الذي خطط و دبر ونفذ وبالنهاية “رصاصة قاتلة”
أحداث مدينة الجنينة خلفت (١٢٩) قتيلاً و (١٩٨) جريحاً وأكثر من بينهم أطفال و جثامين من منطقتي مورني وقوكر قتلوا في أحداث ذات صلة .
بكل أسف اننا اصبحنا نمثل كل الأطراف بما فيها الطرف المنفذ فنقتل ولا نلجأ لتحصيل حقوقنا لأن “حاميها حراميها” كما يقولون فأصبحت لجان الصلح اليد التي تضرب من حديد وهي بؤرة الاجرام والتعنيف.
نواجه مشاكل جمة في الولاية و بالتأكيد فإنه لن يكون هناك حلولآ سحرية او أفكارا خلاقة ، اعتقد انه يجب ان يكون هناك عملية ردع أي الضغط على الحكومة بكل قوة بهدف تفعيلهم لردع المجرمين ، ما حصل من جرائم قد حصل ولا داعي لأن نستمر بالبكاء ولكن على القوات النظامية ان تقدم المجرمين الى المحاكم ومعاقبتهم ما يشكل ردع ، طالما القوات النظامية تتقاعس في عملها ونحن نلومها من بعيد لأنها تعمل في قضايا سخيفة وما شابه وطالما لا يوجد خطر على أمن الدولة فإن القوات النظامية لا تحرك ساكنآ ، ليس الحزن هنا الحزن انه في حال استمرار السلطات بتقاعسها واستمرارنا بالوضع الحالي فإنه سيتم طرد الجميع من الولاية وتبقي خالية من بنيها ، لأننا بهذه الطريقة نمحي وجودنا أصبحنا نكره بعضنا البعض ولم يعد لدينا رحمة او تكاتف اجتماعي ، دعونا ان نهب هبة واحدة وان نرغم السلطات على القيام بواجبها ، للأسف اليوم مجتمعنا يحترم المجرمين ويدخلهم الى البيوت ليحل المشاكل مثل لجان الصلح.

تخاذل إعلامي:
ثلاثون عام والإعلام السوداني ينفذ أجندات سلطوية ، في ظل التغيير الذي حدث إستبشرنا خير أن نري إعلام قوي ، محايد ، ينقل الأحداث بكل شجاعة لكن بكل أسف حتى في زمن النزاعات والصراعات المتجددة والمجتمع يموت قهراً قبل أن يموت بالرصاص يثبت الإعلام السوداني أنّه إعلام يفتقد إلى حسّ المسؤوليّة ، وأنّه يبحث عن زيادة عدد المشاهدات على حساب المصداقية ، الأن الولاية لا تعاني أبداً من شُح المصائب لنستورد مصيبة جديدة ونتبنّاها لنقصف على إنجازات حكومة لم تنجز شيئاً بالأصل وإن كان ما يحدث عندنا أكثر مأساويّة ، وفي ظل أحداث خطف كل الأرواح بما فيهم الأحياء لا نقول الا ان توجيهات سلطات بلادي اكتفت بنقل كرنفالات الفرح وأهازيج المرح والبرامج السخيفة ودفنت مشاكل الدولة الحقيقية لتتعفن ، لسؤ الحظ حتي حكومات الولاية لم تضع في منظومتها محور الإعلام و لا ولن تهتم بمشاكل الإعلام البتة فخالص التحايا لبعض إعلاميي بلادي الذين وقفوا مع ولاية تفتقد جُل إمكانياتها بسبب تقاعس الحكومات في محنتها ولا عزاء للبقية.

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

جلال حامد يكشف كواليس مسلسل درب العودة

علق د. جلال حامد على الأنباء التي تم تداولها عن الميزانية المرتفعة التي تم عبرها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا