الخميس , أبريل 25 2024
أخبار عاجلة

فصل الاثار عن السياسة

صالح الامين
بمناسبة اليوم العالمى للسياحة ٢٧ سبتمبر

لا ينتطح كبشان فى ان السودان دولة غنية جدا بالمناظر الطبيعية والاثار التاريخية التى تمثل جاذبا سياحيا من الممكن ان يدر على البلد اموالا طائلة اذا ما احسنت الدولة توظيفه وقننت عمله بما يضمن حماية الاثار وفى ذات الوقت مشاركتها مع دول العالم الاخرى فقد عرف ان الناس شركاء فى التراث الانسانى وقد تواضعت دول العالم على مواثيق عدة للمحافظة على التراث الانسانى .
لعل الاثار السودانية المرتبطة بالحضارات والتاريخ الانسانى السودانى لم تحظ باهتمام كبير من العالم لعدة اسباب فى اولها هى قلة المكتشف منها واهمالها من جانب الحكومات المختلفة المتعاقبة على البلاد التى عادة ما كانت تضعها فى آخر سلم اولوياتها الامر الذى جعل اثارنا التاريخية على ما بها من عمق تاريخى وحضارى كان بامكانه ان يضعنا فى مصاف الدول السياحية ويجعلنا قبلة للسياح من كل حدب وصوب بل ويدعم اقتصادنا الوطنى ويجذب العملة الحرة الا انه لم يجد الاهتمام اللازم حتى العام ٢٠١٢ وانطلاقة ما يسمى بالمشروع القطرى لتنمية آثار النوبة والذى تبنت فيه قطر تمويل حوالى اربعون بعثة بمهام مختلفة فى ولايتى الشمالية ونهر النيل استمر عمل المشروع حتى العام ٢٠١٩ ليتم ايقافه دون حتى القيام بجرد حساب وتقييم حقيقى لما تم انجازه عبر المشروع القطرى والشاهد ان عديد من العاملين فى مجال السياحة والاثار قد شهدوا بان المشروع ومنذ انطلاقته قد اثر ايجابيا على اكتشاف مواقع جديدة وتوفير بنى تحتية بالمواقع الاثرية اسهمت فى انتعاش حركة السياحة بمناطق البجراوية ومروى واضافة لشهادتهم فاننى اتذكر اننا قد قمنا برحلة الى منطقة البجراوية قبل عدة سنوات عقب مؤتمر الوبائيات ورغم استمتاعنا التام بالرحلة والمعلومات والمشاهد التى هزت وجداننا من الاهرامات والمدينة الملكية ورغبتنا فى ان نبقى اطول زمن ممكن الا اننا استعجلنا الرحيل تلبية لنداء الطبيعة ولعدم توفر مياه الشرب او حتى ظل نستظل به الامر الذى وجدت ان قد حدث فيه تغيير كبير عقب زيارتى هذا الاسبوع الى البجراوية حيث وجدت تطورا كبيرا قد حدث بانشاء استراحات وتعبيد الطريق الموصل الى الاهرامات وتغيير المدخل السابق الذى كان يأتى من الناحية الغربية من خلف الاهرامات الى مدخل جنوبى شرقى يضفى على المشهد مزيدا من الامتاع والدهشة بل ايضا وجدت تنقيبا جديدا لفتح مدافن احد الاهرامات التى تقبع تحت الهرم على عمق يصل الى حوالى عشرة امتار والشروع فى توفير سلم آمن للنزول الى المدفن الامر الذى يمثل فى حد ذاته جاذبا سياحيا آخر يضاف الى بقية الاثار التى ما زالت طى الكتمان لا تجد اهتماما ولا تمويلا ولكن للاسف فقد توقف التنقيب والتأمين على المدافن والصرف على الاستراحات وغيرها بقيام الثورة وتوقف المشروع القطرى .. علمت من القائمين على الامر ان كل هذه المستجدات والاضافات الايجابية نتجت من المشروع القطرى كما علمت انه وللمفارقات العجيبة للثورة التى كانت ابرز شعاراتها مرتبطة بالتاريخ السودانى فما بين تسمية النساء المشاركات فى التظاهر بالكنداكات وبين الهتاف الاشهر فى الثورة ( انا جدى ترهاقا وحبوبتى كنداكة ) فان اهمال الجانب التراثى والاثار يعد مفارقة لا تشبه الثورة فان كنا قد ورثنا المشروع القطرى من النظام البائد فان ايقافه دون تقييم حقيقى له ودون الالتزام الصارم بما تحدث به القائمون على الامر فى ما يلى السياسات الخارجية المتبعة فى تكرار مستمر بأن علاقاتنا الخارجية مبنية على مصلحتنا الوطنية بل الاكثر من ذلك وبغض النظر عن رأيى الشخصى فى ما ثار من لغط حول التطبيع مع اسرائيل الذى اكثر المدافعون عنه من تساؤلهم عن فوائد التطبيع ومضار المقاطعة يجعلنا نطلب من وزارة الثقافة ورأس الدولة بذات القدر مراجعة المشروع القطرى ذو الفوائد المعلومة والماثلة امام اعيننا من كشف مواقع اثرية جديدة وتمويل بعثات كثيرة مختلفة الجنسيات وتطوير المواقع القائمة منها وترويجها وجذب السياح لها عبر توفير بنى تحتية وخدمات مصاحبة للمواقع الاثرية الامر الذى يدعم اقتصادنا الوطنى ويدر عليه من العملات الصعبة ما يرجح ميزان عملتنا ويعيد اليها اتزانها هذه وغيرها عديد من الفوائد التى بالتأكيد تصب فى المصلحة الوطنية لذا على انصار خيار ايقاف المشروع القطرى توضيح المضار التى ستحيق بالمصلحة الوطنية حال استمراره خلاف ( زعل ) المحور الاخر والذى لا اعتقد ان هنالك ما يضيره مباشرة فالمشروع القطرى لا يصب ضمن اى تعاون عسكرى او سياسى يرجح كفة محور على الاخر بل يصب مباشرة فى مصلحتنا الوطنية دون تدخل فى اى شأن داخلى لاى من دول الجوار وهذه هى سياسة حكومة ثورتنا المعلنة وهذا هو ما دعانى لتسمية المقال فصل الاثار عن السياسة خاصة وانها ظلت مفصولة على الدوام حيث نجد بعثات امريكية وبريطانية وهولندية وروسية ظلت تعمل فى التنقيب والترميم لعقود خلت دون ان تتأثر بالحظر المفروض على البلاد او شعارات النظام البائد المرفوعة (امريكيا روسيا قد دنا عذابها ) لذا فاننا نناشد وزارة الثقافة والاعلام باستئناف المشروع القطرى بعد مراجعته واضافة بنود واشتراطات اذا ما تطلب الامر ذلك خاصة اذا ما علمنا ان وزارة السياحة والمتاحف القطرية قد بادرت بالطلب من وزارتنا ان تحدد هى ماهية حوجتها للمشروع القطرى ومطلوباتها لاستمراره او فلتخرج لنا موضحة الاضرار المترتبة على المصلحة الوطنية حال استمرار المشروع القطرى والا فلتتحمل ضياع مورد اساسى بلادنا فى امس الحوجة اليه لدعم اقتصادنا المقعد .. كما نقترح ان يتم تكوين مجلس اعلى للآثار والتراث الثقافى لمزيد من التركيز والتخصصية بدلا من ان تكون ادارة من ضمن الادارات واسعة الطيف لوزارة الثقافة والاعلام لا تحظى بالاهتمام اللازم الا اذا اعتلى هرم الوزارة احد المختصين بالاثار او المهتمين بها وهذا امر سنفرد له مساحات لاحقة فى مقالات منفصلة .. هذا ولنا عودة وللحديث بقية
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=10223641485449432&id=1360373563

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

مدير “الفاو” يحذر من تفاقم الجوع بإفريقيا ويشيد بالنموذج المغربي في الزراعة

الرباط وكالات ايكوسودان.نت من الرباط، لم يتوان شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا