الجمعة , مارس 29 2024
أخبار عاجلة

مواكب الثوار لتصحيح المسار

صرخة نملة/ د. أمجد عبد السلام:

إن الشوارع تنادي بصوت يخترق مسامع كل من كان قلبه على الوطن، وتستنجد بالثوار الذين أسسوا لثورة مجيدة تعاظمت بالطموح والتفاؤل لمستقبل أفضل، يكون السوودان شامخاً بين الدول خارجياً وداحراً لكل أشكال الظلم والدكتاتورية والشمولية والقهر والقمع والفساد والفشل على نطاق داخلي، وذلك من أجل دولة يتمتع مواطنها بكل الحقوق والحريات حتى نصل إلى الرفاهية والتنمية المستدامة، متبعين خطط إستراتيجية تحقق ماهو منشود على المدى البعيد.

     تم الإتفاق على أن يتم تنفيذ مهام عددتها الوثيقة الدستورية في المادة (8) منها بغرض الخروج من النفق المظلم الذي حاول الدكتاتور إغلاق جوانبه وأدخلوا معنا أفاعي تعيق محاولاتنا للخروج من النظام الشمولي والمدمر،  ومن أجل الخلاص قررنا أن نتساير مع تلك الأفاعي المتمثلة في المجلس العسكر ونفرغ سُمها حتى نتنسم شعارات الثورة التي نبتغيها وسُكبت من أجلها بحار من الدماء، ننشد الحرية التي نتذوق فيها طعم حق المواطنة، ونصبوا للسلام الذي يمكننا من التعايش السلمي، ونتأمل العدالة التي تجعل من منهاجنا سيادة حكم القانون، مما ينعكس كل ذلك على التطور الواضح في شتى المجالات ونحظى بدولة السودان العظمى الخارجة من العزلة الدولية والماسحة للغبار الدونية والشامخة بسيادتها..

      مضت عشرة أشهر من عمر الحكومة الإنتقالية وهي تصارع من أجل أحلامنا التي رسمناها في إعتصام القيادة العامة، حكومة بقيادة دكتور عبد الله حمدوك تسعى جاهدة لإماطة العثرات عن دروب العدالة الإنتقالية، إلا أن هناك عراقيل عديدة لابد أن تطفو على السطح ويعلمها الجميع حتى يتم الخلاص منها، ولا نخشى إظهارها، لأن حق الوطن يوجب علينا ألا نخشى في الحق لومة لائم، ألا وهي المطالب التي لابد إظهارها من خلال موكب اليوم لتيقننا بأن مواكب 30 يونيو كانت سبب التحول والخضوع لإرادة الشعب التي لا تعلو عليها أي سياسات.

إن المطالب التي ننشدها عديدة حتى نتخلص من أوساخ النظام البائد وإصلاح الخراب الذي خلفه؛ فأجل تلك المطالب إستكمال هياكل السلطة الإنتقالية المتمثلة في المجلس التشريعي الذي يعتبر بمثابة العين التي تحرس ثورتنا المجيدة بمساندة لجان المقاومة ومن كان قلبه على الوطن ، لما يتمتع به المجلس التشريعي من سلطات تخلق التوازن الحكومي ويترعرع مجلس الوزراء في كنفه، على ألا يشكل إلا بالطريقة التي يتوافق عليها الجميع بآلية تحقق ذلك، دون أي محاصصات حتى لا نعود إلى مسلك النظام البائد والإفلات من الحساب؛ كما من الواجب الإسراع في تعيين الولاة وهياكل الحكم المحلي حتى يتم تطهير خنازير النظام البائد والتحكم في مفاصل الدولة، كما من الواجب على رئيس مجلس الوزراء إجراء تقييم أداء للوزراء وعزل من أخفق منهم دون أي مجاملات أو إعتبارات تخرج عن نطاق مصلحة الوطن، نسبة إلى أن هناك وزراء ليسوا بحجم الثورة التي دفعنا مقابلها الكثير؛ وأيضا لابد من القصاص من المجرمين الذين مارسوا أبشع جرائمهم بحق الشعب والإقليم وسيادة السودان حتى يكونوا عظة لمن خلفهم وننتصر للشهيد الذي حملنا أمانة الوطن؛ كما ينبغي إحترام السلطات وعدم التعدي عليها من الآخرين كتعديات مجلس السيادة على إختصاصات مجلس الوزراء، وتكبيل قوى الحرية والتغيير لسياسات الأجهزة التنفيذية التي كان من الأوفق أن تكون جهة رقابية لا متدخلة، ولتعلم أن لكل مرحلة حدث ومُحْدِثْ؛ كما ينبغي على الحكومة الإنتقالية أن تضرب بيد من حديد على تطاول بقايا شرزمة المؤتمر اللاوطني وتلحقهم بأسلافهم إلى مزابل التاريخ السحيق لأن من أمن العقاب أساء الأدب؛ ومن أَجَلَ المطالب أيضاً أن نقيِّم الشراكة مع العسكر حتى لا نتستر خلف أوهام ترصدنا للغدر، بل لابد أن نفرض شراكة حقيقية تصلح ما أسند لها من هيكلت القوات النظاميةويكفي تخازلاً؛ وفوق كل ذلك فإن حق الشهيد لن يضيع هدراً فلن نغفر أو  ننسى أو نتهاون أو نساوم مهما كان المقابل حتى نقتص للشهيد من قاتله ونحقق ما إبتغاه حياد هذا الوطن.

إن موكب اليوم قد حقق نسبة من مقصده قبل أن تنطلق صافرة البداية وتدق ساعة الثورة لأنه أوصل رسالته بحماس الثوار والكنداكات، وأرشدوا الجميع بأن (الترس صاحي) وسنكون كذلك مادام فينا قلب ينبض وروح لم تُرسل لباريها، ولأننا نتيقن كما يتيقنون أن إرادة الشعب لا تضاهيها أي قوة أو قمع أو تحايل، لأنها إرادة صادقة همها الأول والأخير رفعة الوطن؛ فنحن ثوار أحرار وحتما سنكمل المشوار مهما طال أمده؛ فسيكون التمسك بالسلمية التي إنتصرت على السلاح وأَذَلَّتْ طاغية السودان ومرتزقته؛ ولكم في ثورة ديسمبر المجيدة عبرة لو كنتم تعلمون .

صدى الصرخة:

يا كُبار البلد الأمين ** السكات ما بص لمتين؟ ** بينوا لينا الرأي المبين ** والتكتم هزَّام مُشين

ما بشوفوا الفقر اللعين ** والعرايا المتبهدلين ** والبيبكوا والصابرين ** والرزايا بتروح متين؟

لنصرتك قاموا العيال ** وفي يمينهم رفعوا الهلال ** صاحوا صيحة وهزت جبال** غيَّرت ناس من حال لحال

حالة صعبة ومصرع فتن ** دنيا فانية وفيها المحن ** نحنا نصبي لمن  يِجَن ** وأهتفي فليحيى الوطن

#الرحمة_والمغفرة_لمن_سالت_دماؤهم_لتروي_تراب_هذا_الوطن_وتطهره_من_الكوزنة_والإستبداد

#عاجل_الشفاء_للجرحى            #العود_الأحمد_للمفقودين_ليستظلوا_معنا_تحت_مظلة_الديمقراطية

#ثوار_أحرار_حنكمل_المشوار             #لن_نغفر_ولن_نساوم

#إستكمال_هياكل_السلطة_الإنتقالية              #السلام_ركن_الثورة_والتعايش_السلمي_ثمرته

#موكب30يونيو2020م.

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

بمناسبة اليوم العالمي للغابات 21 مارس من كل عام

1 – 3 أقوال وأشعار في الغابة والأشجار – الغابة رئة الأرض.. مصدر مجهول. – …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا