السبت , أبريل 27 2024
أخبار عاجلة

الى الإمام الصادق.. كفى ترحالاً!!

كتابات
أحمد الشريف
أحزنني ما تعرض له الإمام الصادق المهدي سليل الإمام المهدي في مطار القاهرة.. عندما لم تسمح له الحكومة المصرية بدخول أراضيها على خلفية رفضه الانصياع لأوامرها بعدم المشاركة في اجتماعات ما يسمى بقوى نداء السودان في ألمانيا.. ما يحزن إهانة شخصية في مقام الإمام.. وما يحزن أن الإمام الصادق بخبراته السياسية المتراكمة يطيش سهم تفكيره.. فيلقي بنفسه في تجربة العمل السياسي خارج وطنه، وينسى أن أي عمل معارض خارج الحدود يستلزم تسديد فاتورته.. فلا دولة تفتح مطاراتها وأراضيها لأي معارضة إلا بالمقابل.. فلا أظن أن الإمام قد فاتت عليه تجربة (تهتدون) ولسنوات معارضته خارج الوطن.. لم يحصل منها الإمام إلا تفرق حزبه ونكبات تلتها نكبات.. فالإمام لم يحسن التقدير فوقع في الخطأ في الوقت الخطأ.
*فالقاهرة ليست محطته ليقود المعارضة.. فتراكمات تاريخية بين الأمة كحزب والقاهرة تقف حاجزاً بينهما.. عداء مخبوء لا ينساه الزمن.. فالقاهرة لم تكن يوماً حبيبة (الأمة) ولا أظن أنها ستكون.. فهذا ما غاب عن الإمام.. فالقاهرة قبلته مرحلياً ورفضته مرحلياً.. فلا غرابة أن تتخلص منه في الوقت الذي تريد فهذا ما فعلته.. سيما أن الصادق بدأ يرسل رسائل تعتبرها القاهرة.. خروجاً عن النص.
*فالمحزن أن تفوت على الإمام النداءات السياسية.. فيقرأ ما هو على سطحها دون أن يتعمق في أعماقها.. فيبدو الصادق الذي عرك السياسة أكثر من نصف قرن سطحياً وتلميذاً في سنة أولى سياسة.. فمخابرات مصر هي التي سمحت له بالبقاء في القاهرة ومزاولة نشاطه السياسي وهي التي قفلت (البلف) بعد أن أخذت منه ما تريد..
*فمؤسف جداً أن يخطئ الإمام في تقديراته السياسية وهو السياسي الحصيف.. لا في اختيار القاهرة كمحطة يقود منها معارضته على النظام في السودان، بل وقوعه في براثن معارضة مسلحة.. تتخذ من العمل الخارجي مغنماً.. فالإمام الذي يزحف الى التسعين من عمره.. الإمام السياسي والمفكر مرغ تاريخه بالوقوع في أحضان (حبيبة) الحركات المسلحة.. ذات التاريخ الضئيل وقلة الوعي وضعف التجربة.. حسب الصادق (الرافض) للعنف كما يدعي.. أن هؤلاء الشذاذ حصانه الخشبي للخرطوم.. وبتقدير لا يخلو من السوء وعدم التصرف.. اختار الذي هو أدنى ما يسمى (نداء السودان) بدلاً عن (الحوار الوطني)، فباع الجمل وسرق القراد.. فالقاهرة لم تطرد الصادق لأجل حكومة الخرطوم.. فلو كانت كما يحسب البعض.. فلماذا لا تطرد القاهرة قيادات قطاع الشمال الذين يديرون نشاطهم من القاهرة ؟؟ لماذا لا تطرد متمردي الحركات الدارفورية المسلحة.؟؟ فالقاهرة أبوابها مشرعة للمعارضين من قطاع الشمال وحركات دارفور المسلحة.. ووسائطها الإعلامية منابرها مفتوحة لهم.. فالقاهرة لم تطرد الإمام الصادق لأجل الخرطوم.. وإلا فلماذا بقاء المعارضة المسلحة فيها وهي الأخطر على أمن واستقرار الخرطوم؟
*اختلفنا مع الإمام أو اتفقنا.. فالإمام شخصية سياسية لها تاريخها ووزنها، فإنه أدخل نفسه في مأزق وعلى نفسه جنى.. لكن لا نقبل إهانته.. وفي ذات الوقت ننصحه بأن مكانه الخرطوم.. لا لندن ولا القاهرة.. ولا شيء يمنعه من العودة لوطنه.. يعارض كيف يشاء بدلاً عن الإهانة والذلة.. فلا دولة تفتح أبوابها لمعارضة إلا وفق مصالحها الذاتية وعند انتهاء صلاحية المنفعة تركلها كالكلب الأجرب.
*فيا مولانا الإمام نختلف معك.. لكنا لا نرضى إهانتك وإذلالك فعد لوطنك.. وترحلون.. وتهاجرون.. لا تقبل أن تكون طريداً ولاجئاً.. فمقامك في السودان، فتذكر مقولة محمد أحمد المحجوب (أنا لا أتعاطى السياسة خارج وطني)، فعد لوطنك معارضاً بذات منهجك وبرنامجك الذي أسميته (الجهاد المدني).. فبلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام.
والله المستعان.

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

مدير “الفاو” يحذر من تفاقم الجوع بإفريقيا ويشيد بالنموذج المغربي في الزراعة

الرباط وكالات ايكوسودان.نت من الرباط، لم يتوان شو دونيو، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا