الجمعة , أبريل 19 2024
أخبار عاجلة

شاي .. ولاجئة

ايكوسودان محمود النور
قالت إنها أصبحت تفكر جدياً في الهجرة إلى إسرائيل، حتى لو كان الأمر ينطوي على مجازفة، فقد علمت من رفيقتها التي سبقتها إلى هناك، أنها تعيش بإنسانيتها كاملة “غير منقوصة” فعلى الأقل هي ستحصل على راتب كـ “لاجئة سياسية” يضمن لها عيشاً كريماً، ويمكنها من معاونة أسرتها هنا، مع مواصلة دراستها، التي تركتها “مُرغمة” بعد وفاة والدها، فـ “الحاجة سيفها سنين”.

هي لا تأبه كثيراً بمعارضة والدتها لفكرة الهجرة إلى “بلاد الكفار”، ليس عقوقاً منها، لكن ذات الاعتراض وجدته صديقة عمرها من والدتها، عندما اختارت أن تترك “بلاد المسلمين” هذه، فما أن وصلت إلى “تل أبيب” بعد رحلة من المخاطر، إلا والدولارات تترى من هناك، وبسرعة تبدل معها بؤس الأسرة إلى غنى، وغضب الوالدة إلى رضا مصحوب بالدعوات لتحفظ بنتها أينما حلت ورحلت.

هي ليست من أبناء دارفور، لكنها تعلم أن حلم الوصول إلى إسرائيل، لم يعد حكراً عليهم، – كما يعتقد الكثيرون – فتفكيرها الجِدي في الخروج، جعلها تسعى حثيثاً إلى جمع ما أمكنها من معلومات، من صديقتها ومن مصادر أخرى، عن الطريق إلى هناك، وطبيعة الحياة إذا وصلت، وتعلم أن الكثيرين من السودانيين، يقيمون هناك “معززين مكرمين”.

بصورة جادة، هي تعمل الآن على توفير ما يعينها على “الخروج” من خلال عملها من بيع الشاي، وبحجم مساحات الأمل التي ارتسمت في دواخلها، بتحقيق غد أفضل، يأبى “دفار الكشة” إلا أن يُعمق جراح الزمن، غير أنه يزيدها عزماً على عزم، وتصميماً على المغادرة، فعلى أقل تقدير، هي لن تضطر إلى بيع الشاي، في شوارع تل أبيب، وفي المقابل لن تكون عرضة لـ “كشة صهيونية”.

العلاقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا تشغل بالها كثيراً، فهي مسلمة وتؤمن بالله ورسوله، لكن في المقابل، فقد رأت من أعمال (المسلمين) إن كانوا من زبائن الشاي، أو من عمال المحلية، ما جعلها تفضل مساكنة “الصهاينة” فالزبائن أشبعوها تحرشاً، وأفعالاً بذيئة، وعمال المحلية، أشبعوها “كشة” ومصادرة وغرامات و”إذلال” لا لسبب سوى أنها أختارت أن تعمل (بائعة شاي).

لو أن الأمر بيدها، لصبت ما يعتمل داخلها، من حزن وأسى وهم، في الأكواب، بدلاً من الشاي الذي تصنعه بإتقان، يكفي لتعديل أمزجة الزبائن وعمال المحلية، ولكن أمام “الكشة ودفارها” لم تجد سوى التفكير بالخروج إلى إسرائيل والهروب من المسلمين إلى اليهود.

ودُمْـتُـم سَـالِـمِـينْ

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

بمناسبة اليوم العالمي للغابات 21 مارس من كل عام

1 – 3 أقوال وأشعار في الغابة والأشجار – الغابة رئة الأرض.. مصدر مجهول. – …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا