الخميس , مارس 28 2024
أخبار عاجلة

أُكُل تاكل السم!!؟

ثالثة الأثافي
د.عبد الماجد عبد القادر
أُكُل تاكل السم!!؟
تقول الطرفة أن سودانيًا تزوج من “خواجية” أوروبية… وأحضرها أو قل “رحّلها” إلى بلاد السودان في مدينة شبه قروية بوسط البلاد… ولم تكن أُمه راضية عن هذا الزواج لأنها كانت “حاجزة ليهو” بنت أختها…
ولكن مع ذلك فإن الأم اضطرت إلى التعايش مع هذه “الخواجية” “الكافرة”. ويقال إنها كانت في الشهور الأولى من “رحول” الخواجية تقوم بإعداد الطعام لأن الخواجية لم تكن تعرف كيف يتم عمل الكسرة بملاح الشرموط أو عمل الملوخية والرِجلة والكمونية والكوارع… وكانت تضع صينية الطعام أمام الخواجية ثم تقول لها بلهجة حادة “قومي أكلي تاكلي السم” وصديقتنا الخواجية كانت تعتقد أن جملة “أكلي تاكلي السم” تعبير عن الدعوة لتناول الطعام مثل قولهم بالإنجليزية “تفضل بالأكل”…. وعندما رجعت الخواجية في الإجازة لبلادها كانت تعد الطعام لأسرتها وتقول لهم “أكلي تاكلي السم” وأهلها سعداء بأن بنتهم تعلمت لغة جديدة وتعرف كيف تعزم الآخرين…
وبمناسبة “أكل السم”… لا بد أن نشير إلى أننا… كلنا… نأكل السم مدسوساً في الطعام الذي يتم تقديمه لنا هذه الأيام وما سبقه من أيام… فمثلاً أنت يا سيدي المواطن عندما تستمتع بكوب من اللبن الحليب الذي تكون اشتريته من “بتاع اللبن” أو حتى اشتريته من الدكان أو البقالة فأنت ربما تأكل السم… ذلك لأن معظم إن لم يكن كل منتجي الألبان يقومون بوضع كميات من “الأنتيبايوتيك”… يعني حبوب البنسلين في اللبن ليمنع تخمره لأطول فترة ممكنة… وعندما تشرب اللبن تدخل مادة الأنتيايوتك في جسمك… ومن ناحية فإن هذه المادة تقوم بقتل البكتيريا الحميدة التي تساعد على الهضم ومن ناحية تضعف مقاومة الجسم للأمراض الأخرى… وهذا ما يفسر لنا لماذا تضعف مقاومتنا أمام أخف نزلات البرد… وأنت يا سيدي عندما تأكل “الدجاج المحمَّر” الذي تشتريه من الشوايات أو من البقالات والدكاكين تكون في حقيقة الأمر تتناول بعضاً من هذه السموم أقلها “الأنتيبايوتك” والعقاقير التي يطعمها أصحاب المزارع للدواجن حتى تسمن وتنتفخ في أربعة أسابيع… ولهذا فأنت عندما تأكل الدجاج “تاكل السم”…
والذين يأكلون الطماطم والجرجير والملوخية و “أي حاجة” أخرى يشترونها من أسواق الخضر فربما أنهم يأكلون السم الذي يضيفه أهل المزارع لمقاومة الحشرات ولا يعطونه الفترة الكافية للتبخر أو التحلل… وشخصكم الكريم يا سيدي عندما يتناول المعلبات والأطعمة المحفوظة في أواني زجاجية أو حديدية ربما يكون في حقيقة الأمر “ياكل السم” الذي يتمثل في المواد الحافظة والكيماويات المضافة لحفظ الطعام والتي يكون قد مر عليها زمن طويل جعلها تتحول إلى مواد مسرطنة… وحتى إذا أكلت الفول المصري ربما تكون قد أكلت السم إذا كان “الفول الحار” قد تم وضعه في كيس بلاستيك بينما درجة حرارته تصل ما يقارب مائة درجة مئوية… وهذه الحرارة كافية لكي تتحلل بعض مكونات الكيس وتتحول إلى مادة “مسرطنة” وقس على ذلك كل الأطعمة المحفوظة في الأكياس البلاستيكية خاصة إذا كانت درجة حرارتها عالية… وأنت سيدي إذا شربت العصير والبارد المحفوظ في زجاجات بلاستيكية والموضوع أمام الدكان في الشمس الحارقة تكون قد أكلت السم… وإذا أكلت الدكوة “بتاعت الحاجَّات” المحفوظة لمدة طويلة وفي أكياس بلاستيكية تكون قد أكلت السم… ويحق لزوجتك بعد كل هذا أن تقول لك وهي تضع الطعام أمامك “أُكل تاكل السم”…

عن المحرر العام

موقع زراعي سياحي بيئي

شاهد أيضاً

بمناسبة اليوم العالمي للغابات 21 مارس من كل عام

1 – 3 أقوال وأشعار في الغابة والأشجار – الغابة رئة الأرض.. مصدر مجهول. – …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

error: Content is protected !!
البيئة بيتنا